الأربعاء، 13 يناير 2016

يا ابن العم

يا ابن العمْ
تبقى من البيتِ
حطامُ نافذةٍ
و جدارٌ واحدٌ
قد لطخه الدم..!


يا ابن العمْ
الجوعُ كافرٌ
لكنه في الجنة
و النومُ راحةٌ
لكنه أمسى هم..!



يا ابن العمْ
البؤسُ يعيشُ معنا
ها هو يفترشُ الرصيف
و غداً سيكبرْ
وللبؤسِ روحٌ وأقدامٌ وفم..!



يا ابن العمْ
البرُ ضاقَ بنا
وما ضاقت مقابرُنا
و مَنْ فرّ مِنْ مقاصلنا
أغرقناهُ في اليم..!





الجمعة، 24 يوليو 2015

جهات الاتصال !



في قائمة جهات الاتصال
صدفةً ظهرَ لي اسمُها ، مذيلاً برقمِ هاتفها ...
لا أذكر كيف حفظته في هاتفي الجديد
فقد كنت أحفظ كلَ شيءٍ عنها دونَ الحاجةِ لتدوينه
ترددتُ قليلاً في الاتصال بها
مرّ زمنٌ بعيد منذ آخرِ لقاء
لم يكن هناك وداعٌ عندها ، كانت الحياة كفيلةً بترتيبِ كل شيء بعد ذلك..
ألا تودُ سماعَ صوتها..؟
لعلها تشتاق إليك، قد تكون قد غيرت هاتفها ففقدت رقمك، أو تكون قد مسحته غاضبةً و يائسةً من عودتك ثانيةً..؟



في قائمةِ جهات الاتصال
لهفةً لامستُ اسمها مذيلاً برقمِ هاتفها...
وقمتُ بالاتصال
٧٣٤٢......
كانت أنفاسي تتسارعُ ، و حواسي تبتهج 
كلُ شيءٍ حينها كان سيصبحُ جميلاً وسعيداً
قبل أن ينهارَ في لحظة !
لم تكن هي على الجانبِ الآخرِ منَ الهاتف
"إن الرقم الذي طلبته غير موجود في الخدمة"
لأول مرة اتصل فلا ترد..!
أسألُ فلا تجيب..!
هل كرهتني ؟!
هل تخلت عن كل مايربطها بي ؟!
هل أرادت أن تغلق كل الطرق الواصلة بيننا لتفتح طريقاً لغيري ؟!
لماذا بخلت علي بصوتها ؟!
كانت تعلم أني يوماً ما سأعود !
هكذا كان عهدنا الذي كنا نردده دوماً دون أن ننطقه..!
لماذا ؟؟!



في قائمة جهات الاتصال
حنقاً مسحت اسمها ، مذيلاً برقم هاتفها..
لستُ أعلم إن كنتُ قد  فعلتُ هذا انتقاماً للحظة اشتياق تمكنت مني قبل أن تهزمني ؟! 
أم لأني لم أعد أحتاج  لهاتف ليذكرني بها
فهي مازالت تسكن بداخلي
ويبدو أنه لن يزورها النسيان  أبداً ....







الاثنين، 6 يوليو 2015

فتاةُ البحرِ

كانت تمتلئُ بالسعادة
تمضي الأماني والطموحات دئوبةً بداخلِها من رأسها حتى قلبها في نشاطٍ دائم
ضحكاتُها كانت لا تنام ُو ذكرياتها كانت مرسومةً على جدرانِ المكان..


كانت تعشقُ البحرَ ، ينعكسُ زرقةً في عينيها
وكان يضحي بأمواجهِ في انكسارٍ عندَ قدميها
كان غنائُها مدّه و صمتُها جزره


و مرّ الزمان
وكأنّ الشمسَ والقمرَ غابا عنْ مراقبتِها
فغادرت !
و غادرَ كلُ شيءٍ بعدها
رُغمَ أنّ المكان هوَ ذات المكان
غيرَ أن المكان لا يبدو ذاك المكان


غدروا بها !
بلْ لم يراعوا حتى آدابَ الغدرِ فيها..
فأتَوها بخنجرٍ من الأمام..
تأوهتْ عجباً
و نزفتْ حبً


لم تكنْ تطلبُ الكثير
بل لم تعدْ تطلبُ شيئاً أبداً
إلا أن تعيشَ في زاويةٍ صغيرةٍ تجْمعُها مع ما أبقتهُ ًمِن الذكرياتِ بداخلها


كانتْ ستكتفي بذلكَ الهامش منَ الماضي
لكنهم طمِعوا في تِلكَ  المساحة
لا يريدون أن يرهقهم ذلك الزحام
فاليوم هيَ
وغداً فتاةٌ جديدة
فهامشٌ آخر..


يلومونها !
على أنّ الوجعَ ما زالَ يستقبلُ المزيدَ منْ عذاباتِها وعذاباتِهم
يلومونها !
على أنّ القدرَ لمْ يسعِفُها بمنقذٍ أو يأتي لها بجلادٍ جديد..

فتاةُ البحرِ
لم تعدْ تقوى على العوم 
أغشاها موجٌ من فوقهِ موج
تعيشُ راهبةً لكنْ مِنْ غيرِ ايمان
متصوفةً من غيرِ احسان

فتاةُ البحرِ
غادرتْ على حينِ "فجأة" ولم تعد..





السبت، 25 أبريل 2015

رغيف خبز عدني

مباشرة مع شروق الشمس و ولادة يوم آخر في حياة العاصمة الجنوبية عدن هرولت إلى المخبز البعيد، هناك حدثوني أنني سأجد الخبز  متوفراً شريطة أن أكون أول الواصلين . غير أني وجدت أناساً قد أحتشدوا مبكراً في طابور طويل و كأن غالبيتهم قد صلوا الفجر أمام باب المخبز حتى يحظوا ببركة استقبال أول مخرجات حوار النار والعجين من الأرغفة.
و لأني شاب فوضوي لا أحمل مدنية عدن شكلاً ولا مضموناً ، أكره الطوابير ليس اهتماماً للوقت وإنما لمزاجي العالي الذي يكره شمس الانتظار و جلدي الذي  لا يطيق أشعة شمس النهار، لذا قمت بمحاولة أن أستميل الشاب المسلح المسؤول عن ضبط اعوجاج الطابور مرة بالتحايل وأخرى بالقليل من المال حتى يعفيني من عناء الطوابير، لكنه رفض !!
نعم لقد رفض..!؟
تخيلت وجه  المخلوع علي عبدالله صالح عندما يعلم ذلك..!!
فبعد مايزيد عن ٢٠ عام من حكمه رفض شاب عدني أسمر "رشوة"..

في الطابور  كان أمامي شابين يتكلمان تبدو عليهما علامات النشاط رغم حرارة الشمس.
كانا يتحدثان عن الأحداث الأخيرة المتتالية في عدن وعن همجية الحوثي ، لا أدري كيف يجتمع اسم مدينة كعدن مع اسم شخص كالحوثي.
تحدث أحدهما عن شخص يعرفه لديه منزل ذو ثلاث طوابق والذي فقد ثلاثيته الاسمنتية ليصبح طابقاً يتيماً مكسوراً بسبب القصف المدفعي الشديد من قبل الحوثيين.
"لم يصب أحد بسوء من جراء هذا القصف"
بهذه العبارة أزال الشاب قلقنا على ساكني البيت

كان الشابين لا يذكرون اسم الحوثي كثيراً، يعوضون ذلك بجملة "يلعن عارهم" والتي أفهم منها أنهم يقصدون الحوثي وعفاش وكل من تسول له نفسه تعكير مزاج الشابين أيضاً.
في عدن تبدو الشتيمة على لسان شبابها جزءً أساسياً من قواعد اللغة العربية، لا تصح الجملة إلا بها.

لم يطل حديثهم عن البيت المنكوب حتى أخذ أحدهم زمام الحديث واصفاً مبارة برشلونة و إبداع ميسي البارحة ، كيف أنه استطاع قلب النتيجة في آخر الدقائق ليحقق انتصاراً جديداً. كان الشاب الاخر يبدي حسرته وقهره لتفويته تلك المبارة حين قال: لقد انقطعت الكهرباء منذ يومين ولم تعد حتى الآن لأنهم "يلعن عارهم" (الحوثيين)قد قاموا بسرقة الديزل المخصص لمحطة توليد الكهرباء.!
استمر الشابين في التنقل بحديثهم بين جبهات القتال وغلاء الاسعار وانعدام البترول و المقارنة بين ميسي ورونالدو وشتم الوحدة والرئيس والشمال وفصل الصيف حتى أنتبه أحدهم أنني أستمع لحديثهم قبل أن يرمقني بنظرة شك و كأنه ارتاب في ملامحي وبشرتي الفاتحة التي فسرها بأني قد أكون واحد من جحافل الغزاة الذين يشتمهم، لكني سرعان ما قلت: "يلعن عارهم" لم يتركونا نعيش، فكأن شتيمتي تلك بددت كل حيرة الشاب وارتيابه قبل ان أشاركهم بارتياح ما تبقى من أحاديثهم حتى تمكنت من الوصول إلى بوابة المخبز.

في داخل المخبز أردت الحصول على أكبر كمية من الخبز تنقذني من عناء الوقوف في الطابور لأيام مقبلة لكن عامل الفرن أخبرني أن لي كمية محددة أقصاها ٣٠ رغيفاً يمنياً.حاولت أن أدفع له أكثر فيعطيني أكثر، لكنه هو الآخر رفض!
ماالذي أصاب عدن بين ليلة وضحاها،هل استعادت مدنيتها ونظامها اليوم..؟
حتى أنه خيل لي أنه لا يوجد شيطان على ترابها سواي..؟
أين سأذهب بفوضويتي ..؟

في الطريق إلى البيت حاملاً نصيبي من الخبز الطازج ألتهمت أحد الأرغفة قبل أن ألتهم رغيفين آخرين.

ما إن وصلت للبيت  قمت بعد وحساب ثروتي من الأرغفة وبعد عملية طرح رياضية لما ألتهمته أكتشفت أنه قد تم خداعي وسرقتي من قبل عامل المخبز،حينها قفز إلى مخيلتي مرة أخرى المخلوع صالح وفساده وسرقته.
سحقاً له
أقصد"يلعن عاره" !!



الأربعاء، 4 مارس 2015

الفقر_إنسان

(١)

بالأمس البعيد صلوا على زوجها
واليوم فجراً أيتامها يصلون عليها
في كوخهم المتهالك همهمات حزن في الصباح!
وفي الليل أصوات جوع تعالت!


(٢)

و على الرغم من جسمه الهزيل
كان يحرص على المشي كثيراً
ليس ترفُ رياضةٍاو تسلية هوايةٍ
ولكنه يتقي أن يبغاته المرض
فلا يملك في مواجهته قيمة دواء !


(٣)

مقابل بيتٍ يأوي أسرتها
صبية باعوها زوجة للعجوز الثمانيني
لم  يمسها العجوز المريض حتى اللحظة
ما زال يظنها واحدة من حفيداته !


(٤)

حين يغلق المطعم ليلاً يصير مسكنه
و عند الشروق يصبح بائعاً على الرصيف المقابل
ابن العشرة أعوام
يساعد أهله في القرية البعيدة
وكذلك  يفعل إخوته...!


(٥)

كان يخشى الشتاء
لأنه لا يملك للبرد صوفاً
كان يخشى العيد
لأنه لا يملك للفرح ثوباً
و كان لا يخشى الموت
لأنه لا يعرف خلاصاً غيره !


قلبِ شابٍ ثلاثيني


  (١)

بقلبِ شاب ثلاثيني
هامَ عشقاً حين رأى فتاةً اشترت عقدً لؤلؤياً من بائعٍ في أطرافِ السوق ، قبل أن تسافِرَ إلى قريتها في أقصى البلاد فلحقها شوقاً 
أركب أنا
في مؤخرة القطار
''قطارك''



(٢)

بقلبِ شاب ثلاثيني
حاملاً أحلامه و ذكرياته و فراشهُ في قِطعةِ قماشٍ باليةٍ محكومة اللف على ظهره
أقِفُ أنا
على عتبةِ الدار
"دارك"



(٣)

بقلبِ شابٍ ثلاثيني
ما أبكتهُ قسوةُ برد الشتاء وﻻ ليالي الجوع ، سألَ فتاةَ العقد اللؤلؤي حباً نبتَ  فجأةً بالفؤادِ و أسقاه بالدموع
أتوسل أنا
لسماعِ القرار
"قرارك"



(٤)

بقلبِ شابٍ ثلاثيني
ما عرفَ في أيامهِ سِوا كسرةَ خبز ولذة نوم وقراءة أوراقٍ جمعها من أرصفة سوق الخطاطين وما أتعبته أحماله
تعبتُ أنا
من طول الإنتظار
"إنتظارك"







الثلاثاء، 3 مارس 2015

الأسئِلة ؟؟

حارتْ
في أوساطِ رأسي الأسئلة
أيامٌ سالفةٌ
طافتْ
والذكريات ُوالصورُ..

أحبكِ نفحاتْ ؟
أعشقُكِ لحظاتْ ؟
أبعدك أزمنة..؟
أين الوعود السابقة ؟
ذابت..!!
أقبلَ محياها تحتضِرُ...؟

كيفَ يصمدُ العهد
و يدومُ الود ؟
و أنا بينَ بحورِ نسيانكِ
وهجرٍ وصد
كيف أبقي على كرامتي
رغمَ ما فيكي من عِند ؟

كيفَ كنتُ أحبُكِ بالأمس
و أتيهُ في حبكِ اليوم
وكيف يكون حبك بالغد..؟


ما عدتُ للسيرِ في دروبِ حبك أقوى
المعذرة..!
المعذرة يا من كنتُ أهوى
فدروبُ حبك مظلمة !!!

و ستبقى !
في أوساطِ رأسي الأسئلة
حارتْ
ألكِ ستنتظرُ..؟