الاثنين، 6 يوليو 2015

فتاةُ البحرِ

كانت تمتلئُ بالسعادة
تمضي الأماني والطموحات دئوبةً بداخلِها من رأسها حتى قلبها في نشاطٍ دائم
ضحكاتُها كانت لا تنام ُو ذكرياتها كانت مرسومةً على جدرانِ المكان..


كانت تعشقُ البحرَ ، ينعكسُ زرقةً في عينيها
وكان يضحي بأمواجهِ في انكسارٍ عندَ قدميها
كان غنائُها مدّه و صمتُها جزره


و مرّ الزمان
وكأنّ الشمسَ والقمرَ غابا عنْ مراقبتِها
فغادرت !
و غادرَ كلُ شيءٍ بعدها
رُغمَ أنّ المكان هوَ ذات المكان
غيرَ أن المكان لا يبدو ذاك المكان


غدروا بها !
بلْ لم يراعوا حتى آدابَ الغدرِ فيها..
فأتَوها بخنجرٍ من الأمام..
تأوهتْ عجباً
و نزفتْ حبً


لم تكنْ تطلبُ الكثير
بل لم تعدْ تطلبُ شيئاً أبداً
إلا أن تعيشَ في زاويةٍ صغيرةٍ تجْمعُها مع ما أبقتهُ ًمِن الذكرياتِ بداخلها


كانتْ ستكتفي بذلكَ الهامش منَ الماضي
لكنهم طمِعوا في تِلكَ  المساحة
لا يريدون أن يرهقهم ذلك الزحام
فاليوم هيَ
وغداً فتاةٌ جديدة
فهامشٌ آخر..


يلومونها !
على أنّ الوجعَ ما زالَ يستقبلُ المزيدَ منْ عذاباتِها وعذاباتِهم
يلومونها !
على أنّ القدرَ لمْ يسعِفُها بمنقذٍ أو يأتي لها بجلادٍ جديد..

فتاةُ البحرِ
لم تعدْ تقوى على العوم 
أغشاها موجٌ من فوقهِ موج
تعيشُ راهبةً لكنْ مِنْ غيرِ ايمان
متصوفةً من غيرِ احسان

فتاةُ البحرِ
غادرتْ على حينِ "فجأة" ولم تعد..





هناك تعليق واحد: